التعريف بسورة يس
سورة يس هي من السور المكية الجليلة التي نزلت على الرسول-صلى الله عليه وسلم – في مكة المكرمة، ومن المعروف إن القرآن الكريم قد أنزله الله على سيدنا محمد –عليه الصلاة والسلام-عن طريق سيدنا جبريل –عليه السلام-وقد جعله كالمصباح الذي ينير دروبنا وعقولنا، فالقرآن الكريم شفاء للروح ومأمن للقلوب ولكل سورة سورة في القرآن فضلها الخاص.
هي سورة مكية حيث بلغ عدد الآيات بها ثلاث وثمانون آية، وترتيبها في القرآن الكريم هو السادس والثلاثون، فهي بلدك قلب القرآن الكريم، عند قراءتها ينتاب المرء شئ من انشراح الصدر وصفاء الذهن، واللافت للنظر أن سورة يس تمتاز بأنها ذات فواصل قصيرة يغلب عليها طابع الإيقاع المتسارع .
تسرد سورة يس في ثناياها قصة أصحاب القرية التي أتاها المرسلين، لتحذيرهم من سوء عاقبة من كذب الرسالة الإلهية، ولكن أهل القرية كذبوهم، فأرسل الله لهم رسولاً ثالثاً فكذبوه أيضاً، فيأتي رجل صالح من أهل القرية ويدعو قومه بعدم تكذيب هؤلاء الرسل الثلاث، ولكنه سقط شهيداً كما جاء في الآية الكريمة )قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ( .
وسردت أيضاً قضية البعث بعد الموت مرة أخرى للحساب، مع عرض لمشاهد من يوم القيامة، كما جاء في الآية الكريمة (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ).
سبب نزول سورة يس:
الجدير بالذكر إن لكل سورة من سور القرآن الكريم سبب نزلت لأجله، وكان سبب نزول سورة يس، إنه قد روى أن بنو سلمة الذين يقطنون ناحية من نواحي المدينة، فأرادوا الانتقال قرب مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولكن النبي رد ّ عليهم (إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون ؟)، فنزلت الآية الكريمة (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)
المداومة على قراءة سورة يس:
اجتمع رجال الدين على أن قراءة سورة يس من مسببات جلب الخير والرزق والبركة لقارئها، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إن سورة يس هي قلب القرآن الكريم وذلك في حديثه(إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قلبًا وقلب القرآن يس).
وجاء في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم إنه من قرأ سورة يس ابتغاءاً رضى الله، طمعاً في المغفرة والعفو، فكان له ما طلب فقد روى جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ).
أشار بعض علماء الدين إنه من المستحب قراءة سورة يس على من يحتضر، كما حثنا رسولنا الكريم على هذا لقوله (اقرءوا يس على موتاكُم)، وذلك لتناولها مشاهد للبعث، وبشرى للمؤمنين بدخولهم للجنة واستمتاعهم فيها بكل ما تطيب له الأنفس كما في( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)، مما يسهل خروج الروح إلي بارئها.
جاء أيضاً في فضل قراءة سورة يس، إن من قرئها حين يصبح أو يمسي فقد غفر الله ما تقدم له من ذنب وما تأخر فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة).
فوائد تلاوة سورة يس والمداومة عليها:
- تقوم سورة يس بفك عقدات اللسان التي تصيب النفس البشرية، كما أنها تبث روح الطمأنينة والسكون في القلوب.
- تمنح طفلك سبل الراحة والهدوء عند خلوده إلى النوم .
- تساعد في حل المشاكل والاضطرابات النفسية .
- سبب من مسببات جلب الرزق و الخير و البركة في المنزل.
- قضاء حاجة السائل وفك كربه
- تبعد الجن والشياطين بشكل كبير.
- تساعد في إبقاء الجن بعيداً عن الإنسان وعن المنزل.
- تساعد في القضاء على الخوف الداخلي للإنسان.
- تساعد بشكل كبير في طرد التابعة عن النساء والقرين عن الرجال.
المداومة على قراءة سورة يس : في التخلص من الأعمال والسحر
سورة يس فوائد وأغراض روحانية متعددة كعلاج السحر أو المس، ولكن قبل الشروع بالعلاج بسورة يس ، يجب أولاً صلاة ركعتين ابتغاءاً مرضاة الله، وتكون الصلاة على النحو التالي :
تقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة يليها قراءة آية الكرسي ثلاث مرات، أما في الركعة الثانية تقرأ سورة الفاتحة يليها قراءة سورة الناس ثلاث مرات، ومن ثم يسلم المصلي ويقوم بقراءة سورة يس مرة واحدة فقط على موضعه، وعندما يصل إلى آية (وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)، يتوقف عن القراءة ثم يسجد مردداً (اللهم فك عني لاسحار وافتح لي ابوب الرزق) ثلاث مرات .
ثم يعدل من سجوده ويكمل قراءة باقي الايات وصولاً إلى الآية (إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )ويردد ما سبق ذكره سابقاً ثلاث مرات أخرى، وهكذا وصولاً إلى نهاية الآية .
بعد الأنتهاء يتوضأ المصاب ويستعد للذهاب إلى النوم مستلقياً على جنبه الأيمن، وسوف تأتيه رؤى من عند الله بإذنه تخبره بزوال السحر عنه.
طريق استخدام عدية (يس) ونص دعائها:
هى طريقة تتلى فيها سورة يس 7 مرات متواصلة دون انقطاع، وذلك بعد صلاة ركعتين الضحى ، ومن ثم تلاوة السورة من بداية الايات وصولاً إلى (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)، ثم ندعو بالآتي:
“اللهم يا مَن نوره في سره وسره في خلقه، أخفي عني أعين الناظرين وقلوب الحاسدين، والباغين وأحفظني كما حفظت الروح في الجسد (إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، ثم متابعة القراءة وصولاً إلى الآية الكريمة (بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ).
بعد ذلك نردد الدعاء التالي: “اللهم أكرمني بقضاء حاجتي” ، ثم متابعة التلاوة وصولاً إلى (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، ونقوم بتكرارها أحد عشر مرة، ومن ثم ترديد الدعاء التالي” اللهم إني أسألك من فضلك السابغ، وجودك الواسع، أن تغنيني عن جميع خلقك”، ثم نواصل التلاوة وصولاً إلى: (سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) وتكرارها أربعة عشر مرة.
ثم ندعو الدعاء التالي “اللهم سلمنا من آفات الدنيا”وتكراره ثلاث مرات، ثم تلاوة قوله تعالى(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)، ثم نقول: “والله قادر على أن يقضي لي حاجتي” (ثلاث مرات)، ثم تلاوة باقي السورة والدعاء، ثم نختتم هذا بقراءة سورة الإخلاص.
حكم الشرع في قراءة عدية يس :
قد أجمع أهل الدين والعلم إن قراءة عدية يس ماهو بالشئ الصحيح، بالإضافة إنه حرام شرعاً، فاللجوء إلى الدعاء والتقرب إلى الله هو خير علاج، فالله قادر على كل شئ .
واعتقاد المسلم إن طريقة الدعاء أو تكرار عدد معين من المرات هو السبيل الوحيد لقضاء حاجته، ماهو إلا ضلال بيّن، ولكن الفاصل الوحيد في استجابة الدعاء من عدمه، هو صدق النية وإخلاصها لله عز وجل ، واليقين التام بأن الله وحده هو المطلع العليم بخبايا النفوس وأسرارها.
إقرأ أيضاً : فضل الصدقات وأنواعها وأحاديث نبوية لها
وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد.