عمرو بن العاص داهية العرب فاتح مصر وفلسطين

عمرو بن العاص داهية العرب فاتح مصر وفلسطين

عمرو بن العاص هو قائد الجيش الإسلامي، وهو صحابي جليل من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم، معروف عنه الشجاعة، قام بفتح مصر عام 640م، كما أنه أسس دولة الفسطاط وجعل من الفسطاط عاصمة لمصر، قام ببناء أول مسجد في قارة أفريقيا وهو مسجد عمرو بن العاص في مصر.

من هو عمرو بن العاص ؟

اسمه بالكامل عمرو بن العاص، بن وائل، القرشي السهمي، يكني أبا عبد الله، وأبا محمد، كان والده العاص بن وائل من أسياد قريش، أمه هي سلمة بنت وائل، أطلق عليها النابغة، قام والد عمرو بشرائها من سوق عكاظ ثم أنجب منها عمرو .

وكان عمرو  من أشجع فرسان قريش، وعمل بالتجارة، وعمل في الجزارة أيضًا، وكان معروف بحبه لكتابة الأشعار.

كان عمرو ابن العاص شجاع وماهر في ساحة القتال، بارع في مبارزات القتال بالسيف، ذكي، لديه لسان فصيح، ذو أفق واسع، مما جعل أهل قريش يبعثونه كمرسال لملك الحبشة النجاشي، لكي يطرد المسلمين الذين لجئوا إليه وهاجروا إلى بلاد الحبشة.

مما دعا ملك الحبشة لأن يطلب منه عقد مقابلة مع أحد ممثلي المسلمين، هو جعفر بن أبي طالب، وفاز جعفر في هذا اللقاء، مما كان له أثر في نفسية عمرو ، وكرر عمرو طلبه للنجاشي العديد من المرات لطرد المسلمين، إلا أن النجاشي لم يوافق، وتعجب عمرو ب من حب المسلمين لدينهم، وتمسكهم به بدرجة كبيرة.

إقرأ أيضاً : حكم تارك الصلاة في الدين وأراء علماء المسلمين

إسلام عمرو بن العاص

بعد رفض ملك الحبشة لطلب عمرو له بطرد المسلمين، رجع وأخبر أهل قريش بهذا الرفض، ثم أخذ يراقب المسلمين من بعيد، ثم ذهب عمرو  إلى الرسول ومعه خالد بن الوليد، ثم أسلم عمرو بن العاص.

وكان هذا في السنة الثامنة من الهجرة، وأسلم معه خالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة، وعندما أسلم فرح الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا.

وكان رسول الله معجب بشخصية عمرو  وبذكائه، وشجاعته، فقام بإرساله في مجموعة من المهام ومنها:

  • أرسل الرسول عمرو  ومعه مائة من المسلمين، إلى قبيلة تسمى بقبيلة هذيل، لكي يقوم بهدم صنمهم الذين كانوا يعبدوه هناك.
  • وأرسله الرسول، لإخضاع قضاعة للدخول في الإسلام، وتم تسمية هذه الحملة باسم بئر ماء قريب منها، وهو ذات السلاسل، وانتصر عمرو في هذه الحملة.
  • قام الرسول بإرسال إلى عمان، لكي يدعو حاكمي عمان (عباد وجيفر) لكي يدخلوا في الإسلام، وفعلاً نجح عمر بن العاص في إقناع الأخ الصغير للدخول في الإسلام، ثم قام بعد ذلك الأخ الأصغر نجح في إقناع الأخ الأكبر.
  • عند نجاح عمرو في إقناع حاكمي عمان للدخول في الإسلام، قام الرسول بإسناد مهمة جديدة له وهي جمع الصدقات في عمان، ونجح في هذا العمل أيضًا واستمر فيه لمدة عامين، ثم عند علمه بوفاة الرسول عاد إلى المدينة على الفور.

الفتح الإسلامي لبلاد الشام

قام أبو بكر الصديق بتولية أربعة من القادة، لتحرير بلاد الشام من الروم، وكان عمرو بن العاص واحدًا من القادة الأربعة، وقام أبو بكر الصديق بإعطاءه مهمة تحرير فلسطين.

وكان القائد الرومي على فلسطين يدعى أرتيون، وكان العرب ينادونه بأرطبون، وكان أرتيون من أمهر القادة في ذلك الوقت، فقام بحشد العديد من الجنود في غزة وفي بيت المقدس وفي الرملة أيضًا.

فبدأ عمرو بن العاص يقلق من هذه الحشود الكبيرة، فأرسل لعمرو لكي يأخذ رأيه ويستشيره في ما الذي يفعله مع هذه الحشود الهائلة، فأرسل له عمر رسالة رفعت الروح المعنوية لعمرو كثيرًا، قال فيها”لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون الروم”

وفاز عمرو  في هذه المعركة بالرغم من أن قوات جيش المسلمين، كانت أقل من حيث العدد ومعدات الحرب ولكن بفروسية وذكاء عمرو استطاع التغلب عليهم.

قام بالمشاركة في معركة اليرموك الشهيرة، وأصبح له صيت كبير بين الدول في الفروسية والشجاعة، ثم شارك في تحرير دمشق واشترك مع غيره من قادة المسلمين.

وقسم الجيش الإسلامي قادته في معركة دمشق، فتولى قيادة الجيش عند باب الفراديس، وخالد بن الوليد عند الباب الشرقي، والقائد الثالث عبيدة بن الجراح عند باب الجابية.

حروب الردة ودور عمرو بن العاص بها

قام فيها أبو بكر الصديق بعقد أحد عشر لواء للقيام بحرب الردة، وقام أبو بكر بإرسال عمرو بن العاص إلى قضاعة، التي قام عمرو بحربها سابقًا قبل وفاة النبي، ولكن قضاعة بعد وفاة النبي ارتدوا عن الإسلام، وقام عمرو بمحاربتهم حتى أدخلهم مرة أخرى في الإسلام.

الفتح الإسلامي لمصر

انتهز الخليفة عمر بن الخطاب فرصة وجوده في الشام، وقام بعقد اجتماع مع قادة جيش المسلمين وكان ذلك في عام 639 م، وقام عمرو بن العاص بعرض عليه فكرة فتح مصر.

وأقنعه أن وجود الروم في مصر خطر على المسلمين، خاصةً المسلمين الموجودين في فلسطين، وأخذ يذكر له خيرات مصر العظيمة، حتى أقنعه بفكرة فتح مصر، وكان يعلم الكثير عن مصر، من خلال زياراته المستمرة لها عندما كان يعمل بالتجارة.

بعد اقتناع عمر بن الخطاب بفكرة فتح مصر، أرسل معه 4000 جندي إلى مصر، وقام  بدخول مصر عام 639م ببذل القليل من الجهد.

وأخذ في السير داخل مصر حتى وصل إلى مدينة تسمى مدينة الفارما وحاصرها لمدة شهر، ثم قام بفتحها في عام640م/19هجريًا، ثم زحف إلى مدينة بلبيس واستمر القتال عند هذه المدينة لمدة شهرين ثم قام بفتحها.

زحف عمرو مع جنوده إلى أم دنين، وقام بمقتلة الروم هناك، ولكنهم احتموا بحصن بابليون المنيع، فقام عمرو بطلب عدد آخر من الجنود لمساعدته في القتال، وأرسل له عمر أربعة آلاف جندي آخرين بينهما عدد كبير من القادة.

ولكن تأخروا الجنود في المجيء، مما دفع عمرو للذهاب إلى إقليم الفيوم للعمل على اخضاعه للدخول في الإسلام، وعند وصول الجنود الذين أتوا لمساعدته، رجع عمرو لمواصلة الحرب مع الروم وقائدهم تيودورس، وكان تعدادهم حوالي 2000 من المقاتلين.

وانتصر عمرو بن العاص على خصمه، ولم يتبقى له سوى دخول الإسكندرية وحصن بابليون، فقام بحصار حصن بابليون لمدة 7 أشهر، فيئس الروم وطلب قائدهم المقوقس ويدعى قيرس التفاوض مع عمرو.

وتم التفاوض بين الطرفين، ولكن عندما علم إمبراطور الروم من قيرس بهذا التفاوض، قام برفضه بشدة، واتهمه وقتها بالخيانة وعزله من منصبه، ولكن عندما بدأت الهزائم تتوالى على الروم الواحدة تلو الأخرى قام الإمبراطور باستدعاء قيرس، وطلب منه التفاوض مرة ثانية مع المسلمين.

وما دفع الإمبراطور لهذا التصرف الخيبة الكبيرة التي لاحقت جيش الروم، بعد دخول جيش المسلمين إلى الإسكندرية والسيطرة عليها عام642/ 21 هجريًا.

وتضمنت المفاوضات أن يدفع الروم الجزية المتفق عليها بين الطرفين، ثم يتعهد الروم بمغادرة مصر وعدم الرجوع إليها مرة أخرى، ولم يلتزم الروم بالمعاهدة، وقاموا بالرجوع إلى مصر ثانية، عن طريق أسطول بحري.

فقام عمرو بمقاتلتهم والقضاء عليهم نهائيًا، وأخذ المراكب الخاصة بهم، ثم سيطر على الإسكندرية مرة أخرى وقام بهدم أسوارها.

حاكم مصر

قام بعد ذلك المسلمون ببناء مدينة الفسطاط، في المكان الذي كان يخيمون فيه عند محاصرتهم لحصن بابليون، ثم قاموا ببناء مسجد عمرو بن العاص الشهير.

استقر عمرو بعد ذلك في الإسكندرية، لكي يتمكن من مراقبة ومعرفة كل تحركات الروم، قام بالسيطرة على برقة صالحة، ثم بعد ذلك قام بفتح طرابلس، ثم سيطر على صبراته.

وظل  حاكمًا لمصر طول خلافة عمر بن الخطاب، وبعد وفاة عمر تولى عثمان بن عفان الخلافة وفي عده قام بعزله من خلافة مصر، فرجع مرة أخرى إلى مكة.

ملامح من شخصية عمرو بن العاص

  • كان عمرو بن العاص يفزع إلى الله ورسوله.
  • رسول الله شهد لعمرو بت العاص بقوة الإيمان.
  • ففي حديث عن رسول الله، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ابنا العاص مؤمنان، هشام وعمرو”.
  • أنه على دراية واسعة بجميع أمور الحرب، حيث كان من أقاويل عمرو بن العاص ” ما عدل بي، رسول الله، وبخالد بن الوليد أحدًا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا”.
  • كان عمرو بن العاص شديد التواضع.

وفاة عمرو بن العاص

اشتد على عمرو بن العاص المرض، ثم توفي في عام 682م وتم دفنه في سفح جبل هو جبل المقطم، وكانت آخر الكلمات التي رددها عمرو بن العاص قبل وفاته هي:

” اللهم أنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت” وقالها ثلاث مرات ثم توفي.
إقرأ أيضاً : فضل الصدقات وأنواعها وأحاديث نبوية لها  
وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد

760 مشاهدة