يلجأ المسلمون إلي العلاج بالرقية الشرعية وذلك لدفع الابتلاءات مثل العين والسحر والمس وبيان التعويذات للعلاج بالرقية الشرعية وذلك لدفع الابتلاءات وبيان المنهج العملي لعلاج حالات من هذا النوع.
لقول الله (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ويجب والتخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وعندما سئلت السيدة عائشة عن خلقه أجابت (كان خلقه القرآن) كما أن الله جعل في القرآن الشفاء لقوله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء 82 (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) التوبة 14.
تعريف العلاج بالرقية الشرعية
المقصود بالعلاج الرقية الشرعية بيّن العلماء في اللغة والاصطلاح.
تعريف الرقية في اللغةً: هي اسمٌ من الرقي، وتعني العوذة أو الاستعاذة من ما يؤذي الإنسان من جميع الاضرارٍ أو الآفات.
تعريف الرقية الشرعية في الشرع: هي تعني اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى عن طريق الدعاء وذلك لطلب الشفاء منه عن طريق قراءة آيات القرآن وما صحّ من السنة من الأذكار والأدعية.
وهناك من الأمور التي يجب أن تتوافق مع الرقية الشرعية كـ التوكّل على الله سبحانه وتعالى، والتوجّه له بقلبٍ صادقٍ وثق بأنّ الشفاء بيدي الله، وأنّ كلّ الأمور لا تحدث إلّا بتقدير الله ومشيئته.
حكم العلاج بالرقية الشرعية بيّن العلماء
حكم الرقية الشرعية معتمداً على نوعها وحقيقتها.
الرقية المشروعة: أجمع العلماء على جواز العلاج بالرقية الشرعية التي تحتوي على الآيات القرآنية والأذكار والأدعية التي تم إثباتها في السنة النبوية.
سواءً قرأها المسلم على نفسه أو على غيره، وتكون قرأت الرقية الشرعية من أجل العلاج بالرقية الشرعية إمّا قبل وقوع الشر للوقاية من وقع الشر أو بعده وذلك للتخلص منه، كما أنه يُشترط فيها الاعتقاد المؤكد من قِبل الراقي والمرقي أنّ التأثير لا يكون بالرقية ولكن بالاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى دون الاعتماد على الرقية فقط.
فهي سببٌ من الأسباب فقط، كما أن الرقية لا تصحّ مع ساحرٍ أو متهمٍ بالسحر، والدليل على ذلك هو ما قاله الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّه قال: (كانَ عندي خَالٌ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَنَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرُّقَى، قالَ: فأتَاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّت نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، فَقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ).
الرقية المحرّمة: تكثر الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تحريم العلاج بالرقية الشرعية:
مثل: الرقية الشركية؛ وهي الرقية التي يتم الاعتماد عليها والاعتقاد بأنّها أحد الأسباب والتي لا يكون التأثير بها وحدها، فإن كان العلاج بالرقية الشرعية كذلك فإنه من صور الشرك الأصغر.
وأما في حالة كان الاعتماد على الرقية بشكلٍ كليٍ في العلاج والاعتقاد بأنّها تنفع وحدها من دون تدخل من الله أو كان فيها أي شكلٍ من أشكال العبادة لغير الله سبحانه وتعالى فتكون حينها من علامات الشرك الأكبر.
مثل من يلتجئ إلى مساعدة شخص في أمرٍ لا يستطيعه فعله إلّا الله وحده، وأيضاً مثل العلاج بالرقية الشرعية التي تتضمن لألفاظٍ غير مفهومةٍ أو معروفةٍ، وبالأخص في حالة كانت الشخصٍ لم يُعرف عنه الصلاح في الدين.
والدليل على هذا الموضوع ما رواه عوف بن مالك الأشجعي عن النبي -عليه الصلاة والسلام-أنّه قال: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ).
يمكن تحصين المسلم لنفسه وذلك لأنه يتعرّض في حياته لبعض الظروفٍ الاستثنائيةٍ ومشكلاتٍ تحوّل طريق حياته، ويجب عليه في تلك الحالات النظر إلى الأسباب التي يمكن أن تؤدي لذلك، والبحث عن بعض حلول بالوسائل والأساليب والطرق المشروعة.
مع ضرورة التوكّل على الله وإحسان الظنّ به، والتأكد من أنّ كل ما يُصيب المؤمن لا يخالف القدر.
طرق تحصين المسلم لنفسه
ويمكن للمسلم تطبيق عدة طرق وذلك لتحصين نفسه:
الاستعاذة بالله ورسوله من الشيطان وأعوانه وأتباعه، والمقصود بالاستعاذة هي اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى من كيد وغل الشيطان وسحره، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو العالم بالآثار التي يُلحقها بالإنسان.
وأيضا وهو الشافي المعين القوي القادر على حماية شخص من كيد وغل الشيطان وأتباعه، لقول الله: (وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ).
وأفضل ما يمكن أن يتعوّذ به الإنسان هما سورتا الفلق والناس تحقيق تقوى الله، والالتزام بجميع أوامره وامتناع واجتناب نواهيه.
وذلك لأن التقوى هي الطريق الصحيح لحفظ الإنسان وحمايته، وبذلك يتولى الله رعاية عبده وتحصينه من كل آذى أو سوءٍ، قال الله: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا).
يعتبر التوكّل على الله، من أقوى الأسباب التي تجعل الإنسان متأكداً وعلى يقينٍ بأنّ الله أكبر من هذا الأذى أو الضرر الذي يلحق به من الخلق لقوله تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
التوبة الصادقة إلى وجه الله، فـ الإصرار والعزم على عدم الرجوع إلى هذا الذنب مرة أخرى، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ).
الإكثار من فعل الأعمال الصالحة التي تدفع وتبعد البلاء، مثل: أخرج الصدقات والإحسان إلى الناس.
إشغال الفكر الدائم بالله تعالى، وحصر التوحيد له، واليقين على أنه يملك كل شيءٍ، ولا يمكن أن يصيب العبد أي أمرٍ إلّا بإذن الله، قال تعالى: (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ).
ضرورة الإكثار من قراءة القرآن والحرص على تكرار الأدعية المأثورة، ووصف ابن القيم كلام الله سبحانه وتعالى بأنّه دواءٌ لشخص المؤمن من كل داءٍ، يمكن للمسلم العلاج بالرقية الشرعية هي شفاءٌ أيضا من كأنّه الحصن والدرع لصدّ أي أذى يمكن أن يعترض للإنسان.
كما أنه لا بدّ على العبد توافق قوله مع ما يقرّ قلبه به، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا).
الالتزام بما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية من الأوامر والطاعات وذلك تجنّب الوقوع في المنهيات، والابتعاد عن أي شيء يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في المحرّمات، قال تعالى: (وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ).
أي أنّ اتّباع ما جاء من أوامرٍ واجتناب ما جاء من نواهي من الأسباب التي تمنع من الوقوع في غواية الشيطان.
ولكن اختلف العلماء في تفسير كلمة السِّلْم؛ فقيل إنها الإسلام، وقيل البعض الآخر انها طاعة الله، وقيل أعمال الخير والبر.
يجب على المسلم إحسان الظنّ بالله تعالى، والعلم بأنّ الله يبتلي عبداً ليختبره أو ليرفع منزلته بصبره، والتأكد من أنّ الله هو الذي يشفي عبده ممّا أصابه كما أن علماء الدين اجازه العلاج بالرقية الشرعية.
إقرأ أيضاً : آداب الزيارة في الإسلام قواعدها وفضلها
وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد.