فضل الاستغفار وما هو سيد الاستغفار

فضل الاستغفار وما هو سيد الاستغفار

أدرك الصحابة والسلف الصالح عظم فضل الاستغفار وعلى رأسه دعاء سيد الاستغفار الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قاله موقناً به من في النهار أو الليل ثم مات كان من أهل الجنة.

وقال أبو موسى رضي الله عنه عن الاستغفار ومكانته: “كان لنا أمانان، ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا”.

فضل الاستغفار ودعاء سيد الاستغفار

الكثير من الناس يبحثون عن الأمان من الفتن والابتلاءات والمحن التي انتشرت في زماننا هذا، ومن أكثر الوسائل المعينة على ذلك الاستغفار، فمن فضل الاستغفار أنه يمحو الذنوب والخطايا التي هي أساس البلايا، وتنشرح به النفس وتزداد قرباً من خالقها، ويستجلب به الرزق وتزداد به البركة.

أفضل صيغ الاستغفار على الإطلاق هو دعاء سيد الاستغفار وهو: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.

معنى الاستغفار

الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله جل وعلا بالمقال والفعال، ففي اللغة السن والتاء يأتيان للطلب، فقول “أستغفر الله” يعني: أطلب المغفرة منك يا الله بمحو الذنب وستر العيب، ومن عجائب الاستغفار في اللغة العربية القرآنية لأن لأصلع غفر، والمغفرة والغفر الستر والتغطية، فكأن من يستغفر يدعو ربه بستر ذنبه ومحوه ومغفرته، ومن أسماء الله تعالى “الغفور” ومعناه: يستر العيوب على عباده ويتجاوز عن ذنوبهم ولا يفضحهم.

الاستغفار في القرآن

إن من يتأمل آيات الذكر الحكيم يجد أن الله جل وعلا قد بين لنا فضل الاستغفار ومكانته في الكثير من المواضع، منها﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾[هود:3]، وقوله تعالى:﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[المزمل:20].

فضل الاستغفار في القرآن

  • الاستغفار هو أحد أبرز صفات المتقين، قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾[آل عمران].
  • يغفر الله لم اعترف بذنبه واستغفر، قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[النساء:110]
  • من فضل الاستغفار أنه يدفع البلاء ويجلب الخير والبركات، قال تعالى:﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾[نوح:12].
  • من موجبات رحمة الله تعالى، قال عز وجل:﴿ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[النمل:46].
  • الاستغفار يمنع العذاب ويبعده، قال عز وجل:﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾[الأنفال:33]
  • الاستغفار من وسائل جلب الخير والقوة والمتاع الحسن عندما يقترن بالتوبة، وذلك لقوله تعالى:﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾[هود:3]

فضل الاستغفار بالأسحار

قال تعالى: ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾[الذاريات:18]، وقال:﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾[آل عمران:17]، هذه الآيات دليل واضح على فضل الاستغفار في هذا الوقت على وجه الخصوص، والسحر هو السدس الأخير من الليل، وقد ثبت في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن جماعةٍ من الصَّحابة رضوان الله عليهم أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالَى كلَّ لَيلةٍ إلى السَّماءِ الدنيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: مَن يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغفِرُ لهُ”.

فضل الاستغفار في السنة النبوية

ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي وضح فيها النبي صلى الله عليه وسلم فوائد وفضل الاستغفار، وأنه -وهو رسول الله-كان دائم الاستغفار والتوبة على الرغم من أنه قد غفر ذنبه كله ما تقدم منها وما تأخر، فعن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة” أخرجه مسلم في صحيحه.

معنى الغين في اللغة هو الغفلات عن الذكر، فيرى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الانشغال عن الذكر ذنباً يستوجب الاستغفار، ويدل استغفار النبي على إظهاره للعبودية والخشوع والافتقار لله عز وجل، وعن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: “والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة” أخرجه البخاري في صحيحه.

أحاديث صحيحة في فضل الاستغفار

  • عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا”.
  • عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: “من أحب أن تسره صحيفته; فليكثر فيها من الاستغفار”.
  • عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديتي”.

أحاديث قدسية في فضل الاستغفار

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-فيما يحكى عن ربه عز وجل قال: “أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك”
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة”.

فضل دعاء سيد الاستغفار

لعل من أفضل الاستغفار دعاء سيد الاستغفار وهو كما قال شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ. قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ”.

معنى سيد الاستغفار

يتضمن دعاء سيد الاستغفار ثناءً على الله جل وعلا، واعترافاً من العبد بربوبية وإلهية الله سبحانه وتعالى وتوحيده له، والاعتراف بأنه الخالق العالم بكل شيء، وأن الله قد جعل نشأته تستلزم عجزه وتقصيره في أداء حق الله عليه، واعتراف بأنه عبد لله ناصيته في قبضته، لا ولي له غيره، ولا مهرب منه إلا إليه، وأنه داخل تحت عهده الذي عهد إليه على لسان نبيه ورسوله، يلتزم بأوامره ويجتنب نواهيه قدر استطاعته البشرية الضعيفة.

في دعاء سيد الاستغفار إقرار بتصديق العبد بوعد ربه بالثواب لأهل الطاعة، والعقاب لأهل المعاصي، وفيه يستعيذ العبد ويستعصم بربه من شر تفريطه في أوامره ونواهيه، ويقر بنعم الله عليه، ويعترف بذنبه راجياً من الله النعمة والفضل والإحسان والمغفرة، فإنه لا غافر للذنوب سواه عز وجل، لذلك كان حقاً تسمية هذا الدعاء بدعاء سيد الاستغفار لما فيه من معاني عظيمة وخشوع وإقرار بقدر الله وعظمته.

بعض صيغ الاستغفار

  • أستغفر الله.
  • أستغفر الله وأتوب إليه.
  • قال صلى الله عليه وسلم: ” من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف”
  • ثبت في الصحيحين عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم”

فضل المداومة على الاستغفار

  • الاستغفار سبب في نزول المطر.
  • الاستغفار من مفاتيح تيسير الرزق بالمال والذرية.
  • يزيل الوحشة بين العبد وربه.
  • يسهل القيام بالطاعات.
  • يصغر الدنيا ويعظم الآخرة في قلب المستغفرين.
  • يوجد حلاوة الطاعة والإيمان.
  • يبعد شياطين الجن والإنس.
  • من أسباب الفوز بمحبة الله عز وجل.
  • يزيل الغم والهم والحزن.
  • يقبل الله جل وعلا على المستغفر ويفرح بتوبته.
  • المستغفر يكون في ظل عرش الرحمن يوم القيامة.
  • المستغفر يكون مع أولياء الله المتقين من أهل اليمين.
  • نيل دعاء حملة العرش.

    إقرأ أيضاً : حصن المسلم دليل كامًلا لكل مسلم مواقع و تطبيقات
    وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد

966 مشاهدة