حكم تارك الصلاة في الدين معروف لمن يقرأ بتعمق في ديننا الحنيف، وفي زماننا هذا شاع بين الكثير من الناس ترك الصلاة بحجج مُختلفة فالصلاة هي عماد الدين الإسلامي
حكم تارك الصلاة في الدين
أجمع علماء المسلمين أن تارك الصلاة كافر وذلك لجحوده في تأدية حق الله عليه، وتوعّد الله سبحانه وتعالى من يُقصّر فيها الخسارة في الدنيا والآخرة، أما الفقهاء فقد اختلفوا في حكم تارك الصلاة.
قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ وأول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي رحمه الله عليه إلى أن تارك الصلاة لا يكفر، وأنه يحبس حتى يصلي.
وأشار أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني، وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وأيضا كان مثله الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب إلى أن تارك الصلاة لا يكفر ولكن يقتل حدا ما لم يصل.
أما رابع الأئمة عند أهل السنة والجماعة الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي كان قال أن حكم تارك الصلاة أنه يكفر ويقتل ردة.
حالتين تبين أحد أهم الفتاوي في حكم تارك الصلاة
الحالة الآولى أن الشخص التارك للصلاة ويقول أنها غير واجبة عليه وهو مُكلف، فهو كافرًا بإجماع آراء أهل العلم.
الحالة الثانية أن تارك الصلاة بسبب التهاون والكسل بالرغم من علمه بوجوبها وفرضيتها فقد اختلفت آراء أهل العلم والفقه بخصوصه.
بعض منهم كفر تارك الصلاة كفرًا أكبر بقولهم أنه بهذا الفعل يخرج من ملة الدين الإسلامي ويُعد مرتد، مشيرين أنه لايُغسل ولا يصلى عليه إذا توفى ولا يُدفن مع المسلمين ولا يرثه المسلمون من أقاربه.
ومن أحاديث السنة التي قالها سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وأخرجه الإمام أحمد، وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح عن بريدة.
وقال المصطفي صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة.
أدلة متنوعة من مصادر الدين عن حكم تارك الصلاة
أوضح الكتاب والسنة وإجماع السلف من الصحابة والتابعين للمصطفى صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة بسبب الكسل أو الانشغال كافر.
من الأدلة من القرآن؛ فمنها قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة:11]،
أما من ضمن أدلة السنة فهو ما (رواه الجماعة) إلا الإمام البخاري و الإمام النسائي، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة”.
أما الإجماع فحكاه غير واحد من السلف: قال عبد الله بن شقيق قال: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر، إلا الصلاة)) (رواه الترمذي).
عقاب تارك الصلاة
عقاب تارك الصلاة في الدنيا هو أن الله يجعله غير مستقر وغير ناجح على كل المستويات.
أما في الكتاب فقال:” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ” في سورة الماعون.
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إنّ أمّتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجّلين من أثر الوضوء “، رواه البخاري ومسلم.
وفي السنة أيضا فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:” من لم يصلّ فهو كافر “، رواه ابن عبد البر في التمهيد.
تبيان كفارة تارك الصلاة
تنقسم إلى شقين وهما:
تارك الصلاة بعذر: الشخص الذي تفوته صلاة مفروضة أو أكثر بعذر أيا كان هذا العذر فإنه من المستحب تعجيل قضاء الفرض أو الفروض، إضافة إلى أن تقديم الصلاة الفائتة على الصلاة المفروضة الحاضرة، إلّا في حالة إذا خشِيَ فوات وقت الصلاة الحاضرة.
تارك الصلاة بغير عذر: الذي تفوته صلاة مفروضة أو أكثر من صلاة مفروضة بغير عذر، فمن الوجوب قضائها سريعا السرعة، إلّا في حالة صلاة مفروضة حاضرة، أو أي شئ أساسي لحياته، ولا تُقدّم صلاة السنة أو النّافلة على صلاة مفروضة.
ما معني الصلاة في الإسلام؟
هي ثاني ركن أحد أركان الإسلام الخمسة،و تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً وهي فرض على كل شخص مُسلم بالغ عاقل ليس له عذر ذكرا كان أو أنثى، والفروض هي: الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشائ، وهناك صلوات في مناسبات مثل: صلاة عيد الفطر، صلاة عيد الأضحي، وصلاة الجنازة، صلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف.
أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام؟
تظهر أهمية الصلاة أنها أوّل الأعمال التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة، فإن صَلُحت صلاته صَلُح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، وهي الفارق بين الإيمان والكفر، وهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام للمسلمين في آخر أيامه.
الصلاة تكفير للذنوب والخطايا التي يرتكبها الإنسان، وكانت خمسين صلاةً في اليوم والليلة، ثمّ خُففت إلى خمس صلوات، وبقي ثوابها كما هو، ومن أحبّ الأعمال إلى الله إذا أُديت في وقتها.
مايترتب على ترك الصلاة من ردة أو غيره:
1- أحكام الدنيا:
أولا: سقوط الولاية: لا يجوز أن يُولى شئ يشترط فيه الولاية في الإسلام، حيث لا يُولى على القاصرين من أولاده
ثانيا: سقوط الإرث من الأقارب: تارك الصلاة الذي يُحكم عليه حكم الكافر لا يرث، حيث لا يرث المسلم الكافر.
ثالثا: يُحرم عليه دخول مدينة مكة (طبقا لما ذُكر في سورة التوبة الآية 28).
رابعا: تحريم الزكاة من بهيمة الأنعام من تارك الصلاة لأنه في حكم الكافر.
خامسا: تحريم نكاحه للمرأة المُسلمة ( حيث أن الرجل الكافر لاتحل له المرأة المٌسلمة نصا وإجماعا).
سادسا: حُكم أولاد تارك الصلاة من مرأة مسلمة: بالنسبة للرجل تارك الصلاة فعلى على قول من لا يرى كفر تارك الصلاة فهم أولاده، أما فيما يحكم بكفر تارك الصلاة فإن كان الزوج لايعلم ببطلان نكاحه أو لايعتقد ذلك فالأولاد يلحقون به، وإن كان يعلم ببطلانه فأولاده لا يلحقون به.
أحكام الآخرة المترتبة على الردة بسبب ترك الصلاة :
1-الملائكة توبخه وتقرعه وتضرب وجوهه وأدباره.
2-يُحشر مع أهل الكفر والشرك.
3-الخلود في نار جهنم إلى أبد الآبدين.
صلاة السنن:
وهما نوعان: السنن القبلية: وهي ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر،والسنن البعدية: وهي ركعتان بعد صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء.
أنواع السنن:
تنقسم إلى قسمين، وهما سنن مؤكدة: وهي صلاة اثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء.
سنن غير مؤكدة: وهي صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر، وركعتان قبل صلاة المغرب، وركعتان قبل صلاة العشاء.
أنواع صلاة نوافل الليل
ركعتان راتبة بعد المغرب، وركعتان قبل صلاة العشاء، وصلاة النافلة ما بين صلاتي المغرب والعشاء لمن أراد أن يصلي فلا حرج في ذلك.
صلاة الوتر، صلاة قيام الليل.
صلاة التراويح و صلاة القيام ،صلاة التهجد في رمضان.
إقرأ أيضاً : فضل الصدقات وأنواعها وأحاديث نبوية لها
وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد.