إذا كانت النفوس كبارا اقتباسات المتنبي
إذا كانت النفوس كبارا إن هذه الأبيات تحمل دلالات فلسفية عميقة حول القيم الإنسانية وأهمية النزاهة في التعامل مع الآخرين. تعكس هذه الأبيات فلسفة المتنبي وحكمته في التعامل مع النفوس والأفكار الإنسانية بطريقة جميلة وبليغة.
إذا كانت النفوس كبارا اقتباسات المتنبي
المتنبي، أحد أعظم شعراء العربية، قدم العديد من الإقتباسات الرائعة حول النفوس والأفكار الفلسفية. إليك بعضاً من أشهر اقتباساته حول النفوس:
- “النفوسُ كبارٌ حين تقوى على غرسِ مروءةٍ فيها، وتبقى صغاراً حين تعجز عن حمل أحمال الرجولة.”
- “يُؤخذ الجمالُ من الزجاج، وما يتبقى فيه زجاج.”
- “عجبت لأمرِ النفوسِ وهي أحولُ، تقدمُ مكرًا وتُخفي الدَّليلُ.”
- “الناسُ قِدَرُهُم وأحوالُهم، يغرقُ العُقَولَ في بحرِ الجهل.”
- “ما اشتكيتُ ضيقي أبدًا لجارٍ، ولكن يشكوهُ لي ضيقُ النفوسِ.”
- “كُلُّ نَفسٍ بِعَمَلِهَا حَرِيصَةٌ، إذا الأيامُ تَقضِي عَلَى العِزِّ والذُلِّ.”
- “الناسُ عِندَ النفوسِ مجاوِرَةٌ، ولَيسَ الجوارُ بالجَوارِبِ.”
- “إذا لم يكن اللبُ بعيدًا عن المَرَضِ، فلا يُكَلَّفُ النفسُ بالبُعدِ عن المَرَضِ.”
- “كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّونَ أُجُورَكُم يَوْمَ القِيَامَةِ.”
- “النفوسُ تَغنَمُ بالأمورِ، مَن تربَّصَ بزَمَنٍ تَغَنَّمَتْهُ النفوس.”
تعكس هذه الاقتباسات حكمة وفلسفة المتنبي في التعامل مع النفوس والأفكار الإنسانية. إنها رسائل ملهمة تدعو إلى التفكير العميق والتأمل في طبيعة الإنسان وتحدياته.
شاهد أيضًا: ملخص و تحميل رواية انت لي PDF كاملة كل الأجزاء – مجتهد
شعر المتنبي – وإِذا كانت النفوس كبارا
إِذا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا فَكُنْ بِأَكْبَرِ الصِّدْقِ نَظِّرَا
أَلا يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَمُقَالَتِهِ لَوْمٌ وَسِلْوَى وَأَدَبٌ يَجِدُّهُ
وَعَظُمَتْ شَأْنٌ عِنْدَ مَنْ تُكَلِّمُهُ فَتُحْسِبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ كَذَلِكَ
هذه الأبيات للشاعر العربي الكبير أبو الطيب أحمد بن الحسين بن علي المتنبي. في هذه الأبيات، يُشيد المتنبي بأهمية الصدق في التعامل مع الناس والتحدث إليهم. يُظهر المتنبي أن النفوس الكبار هي التي تقدر الصدق وتفهم قيمته. ويذكر أن الصدق هو الطريقة الأكثر فعالية للتواصل مع الآخرين وكسب احترامهم وتقديرهم، ويمكنك متابعة المزيد عن اذا كانت النفوس كبارا من هنا.
شرح قصيدة اذا كانت النفوس كبارا
قصيدة “إذا كانت النفوس كبارا” هي إحدى القصائد الشهيرة للشاعر العربي المتنبي. تُعتبر هذه القصيدة معبرة عن قيمة الصدق والنزاهة في التعامل مع الناس وأهمية أن يكون الإنسان صادقًا وصريحًا في كلامه وأفعاله.
القصيدة تتكون من بيتين وهي كالتالي:
وإذا كانت النفوس كبارًا فكن بأكبر الصدق نظرا ألا يحول بين المرء ومقالته لوم وسلوى وأدب يجده
تبدأ القصيدة بتأكيد أهمية النفوس الكبار، وهي تلك النفوس التي تحترم وتقدر الصدق والنزاهة. المتنبي يحث القارئ على أن يكون صادقًا بأقصى درجات الصدق، حيث يقول “فكن بأكبر الصدق نظرا”، وهذا يعني أن الصدق يجب أن يكون في أعلى درجاته وأن لا يكون هناك أدنى قدر من الزيف أو التزييف.
ثم يتحدث المتنبي عن أن الصدق هو الطريقة الأكثر فعالية للتواصل مع الآخرين، وأن الشخص الصادق ينال احترام الناس وتقديرهم. لا يمكن لأي شيء أن يحول بين الإنسان ومقالته إذا كان صادقًا وصريحًا في أقواله وأفعاله. حتى لو واجه الإنسان اللوم والانتقادات من قِبل الآخرين، فإن صدقه ونزاهته ستجعله يستمر في إصراره على موقفه وقوله.
بهذه القصيدة، يدعو المتنبي إلى أن يكون الإنسان قويًا وصادقًا في تعامله مع الناس، وأن يظل متمسكًا بقيمه ومبادئه الأخلاقية في جميع الأوقات، بغض النظر عن الظروف والتحديات التي قد يواجهها.
شاهد أيضًا: شعر الهجاء من مختلف القصائد والاشعار
الهدف من قصيدة اذا كانت النفوس كبارا
الهدف من قصيدة “إذا كانت النفوس كبارا” هو التأكيد على أهمية الصدق والنزاهة في التعامل مع الناس وأهمية أن يكون الإنسان صادقًا وصريحًا في أقواله وأفعاله. المتنبي في هذه القصيدة يحث القارئ على أن يكون صادقًا بأكبر درجات الصدق، وأن يظل متمسكًا بقيمه ومبادئه الأخلاقية في جميع الأوقات.
يقدم المتنبي النفوس الكبار بصورة إيجابية، حيث يربط بين كبر النفوس والقدرة على تحمل المسؤولية والعناية بالصدق والنزاهة. وبالمقابل، يدعو إلى عدم وجود لوم أو سلوى بين الإنسان ومقالته، إذا كان صادقًا وصريحًا.
الهدف الأساسي من هذه القصيدة هو:
- تشجيع الناس على أن يكونوا صادقين ونزيهين في تعاملهم مع الآخرين وفي التعبير عن آرائهم ومشاعرهم.
- التأكيد على أهمية النزاهة والشجاعة في التحدث بالصدق والتمسك بالحق.
- تحذير الناس من التزييف والزيف في أقوالهم، وتجنب الانغماس في الكذب والخداع.
- دعوة الناس للحفاظ على قيمهم وأخلاقهم الرفيعة، وعدم التنازل عنها أو التخلي عنها حتى في ظروف صعبة.
تُعتبر قصيدة “إذا كانت النفوس كبارا” من القصائد التي تحمل معاني فلسفية وأخلاقية عميقة، وتعد نموذجًا للحث على التصرف بالصدق والنزاهة في جميع جوانب الحياة.
شاهد أيضًا: متفرد بصبابتي متفرد بكآبتي متفرد بعنائي شرح بالتفصيل
قصيدة إذا كانت النفوس كبارا
ذا كانت النفوسُ كبارًا فكن بأكبرِ الصدقِ نظرا ألا يحول بين المرء ومقالته لومٌ وسِلْوَى وأدبُ يجدهُ
عنيتُ في نفسي عن مكارمٍ وذُخُورِ وعزمتُ أكون العودُ لكل مكانٍ جديدِ
فما نفعُ الذهبِ وما انتفعَ الفِضَّةُ؟ وكيفَ يُنْجِي اللؤلؤُ من الغَوَامِضِ
أبغضُ ما أنزل الله بالقرآنِ حظاً من العاقبةِ للقوم الأشرارِ
أجمَلُ ما ألبس اللهُ حقًّا بصدقٍ من ثيابِ التَّقْوَى والمعرفةِ والحلمِ
لا أحلُمُ بالغنى، ولا أحبُّ جواهرًا وأفنى نفسي في رؤيتي يومًا القمرِ
وما لي بالدنيا وأهلها وإخوتها؟ وعندي منها اللومُ والتوبيخُ قليلُ
وما أرى عيشًا لي وإنْ عشتُ بهِ ولا تندمُنِّي إن أنا قتلتُ واحدًا
قد كنتُ أحيا في الناس أحيانًا ولا ينصَفُ الحيُّ في جماعةٍ واحدٍ
وحظُّ مثلي بين العبادِ مُهانٌ وعزُّ النفسِ بعيني منهم جميلُ
فكفاني خليلًا في هذا البعدِ عن وجهِ الناس وأدبارِهم طويلُ
فأبيتُ منهم رِدًّا عن نواصيهم ولم أُبالِ عن الناس أرى رؤوسَهم تهاويلُ
وأخي بألف واحدٍ وما بيهم وليس أخي بألف ألفَ ألف واحدِ
وإذا كنتُ أبعدُ عن هذا الحذَرِ فكيف أقولُ مِثلُ هذا في أوانِي
فأرى من يصاحبُهُم يعذبهُمُ وأصحابُهُم عن أصحابي يغتالُونَ
ومن يراهُمُ في الطرقاتِ يُحتَرَى وعنهُمُ اللهُ ما لي أجمعُوا يُبلي
أعيى غيري بالطريقِ حتَّى السَّبَلِ وعني كنتُ لهُ بصدقٍ مُسْلِمُ
ولكنهُ راح يناجي بي أنا وكيفَ يناجي الشمس القمرَ حين يزولُ
ومن يناجي بالبعدِ بعدًا طويلًا فعليه أن يُجَمِّعَ الماءَ من الزولِ
وأنا في زمان واحد وعليَّ بالزمانِ والناس في زمانٍ أبدًا موالي
فالناسُ كالموجِ والقمرُ ساطعٌ وموجُ البحرِ إنْ حَلَّ قمرٌ هاجَهُ
وإنْ قال القمرُ للموجِ يا ليتَني من فوقِ سطحِكَ علوًا موالي
فموجُ البحرِ من فوقِ سطحِهِ فاضطربُ وتأوَّهَ موجُّ البحرِ ذلِيلُ
وما من موجٍ للبحرِ يحصلُهُ منه إلا بإجهادٍ وعلوًّا شديدُ
وموجُ البحرِ من السماءِ ينفضُّ وإن قالتْ بالموجِ يا ليتَني
فكلُّ موجٍ يسمعُ الصوتَ ويُعِيدُهُ للذي يُصدِّقُ على البحرِ الهَمَمَ
فإنْ قالَ البحرُ للسماءِ يا ليتَني أنا أعطفُ بلطفٍ على الموجِ غمَامَهُ
فما من غمامٍ يسمعُ الصوتَ ويُعِيدُهُ للذي يُصدِّقُ على السماءِ الهمَمَ
فإنْ قالَتْ السماءُ للنارِ يا ليتَني فيها أضاءُ وأهدي مواقدَ النُّيرَانِ
والنارُ تُحيِّرُ السَّماءَ فتصبحُ أشكَالَ النُّيرانِ مُستَسِرَّةٌ ظِلَالُها
وأنا لستُ بمُضِيءٍ بحرٍ ولا بسماءٍ ولا بنارٍ لتُذيبَ بينَ ضلوعي الحشا
فأنا من الحسنِ الواقعِ أحلى منها ولا يزعُمُ القومُ أنَّا بالقصيدِ زعيمُ
فواللهِ إنَّ قصائدي بالمعاني وإنَّني لو كنتُ بالقصيدِ زعيمُ
لرأيتُ كيفَ تطرقُ مدحَ عيونِها وإنَّ القصائدَ لها أقوامٌ يطرقونَ
فما زالَ بِها يُبتَدَّ وإن بدأتْ بِهِ إنَّ الشِّعرَ أرضٌ والقصيدِ رقيمُ
وأنا لستُ بِالشِّعرِ الذي تُعِيذُ بهِ ولا بنزهةٍ تنجُو ممَّن يتعيَّذُ
فلا أحملُ إذا كانوا جُنُودًا وقد تناذروا فإنَّ القومَ إذا اجتمعوا تهانوا
ولا أدري ليسَ لي فيها ذُنوبٌ ولكنَّ المُعتَذِرَةَ ذنوبٌ لها واضحونَ
أتعاذرُ بالشعرِ من كلِّ سفهٍ فإنَّ النّظمَ قد يؤدِي بالعقولِ إلى النحوِ
أعذُرُ كلَّ ما احتملتُ من نقصٍ وهل تَجِدُ النَّفْسُ أنَّ الذَّنبَ يُعذَّرُ
أعذُرُ كلَّ ما كنتُ إذا خالفتُه ولكن العيبَ في تلكَ الأمورِ مختَلِطُ
أعذُرُ لكنَّ بِكلِّ شيءٍ يلزمُهُ عندي معرفَةٌ بِشِعْرٍ ومعرِفَةٌ بنواقِضِ الشِّعْرِ
وما كلُّ مَنْ يقولُ لكَ ذاكَ وهذا أقولُ لهُ حسبي بسَّنُّ النبيِّ
ما علمَتْ بأحدٍ أنَّ اللهَ لهُ أبنٌ ولا أنهُ يومَ القيامةِ يكونُ أسيرُ
فهل العبدُ يُرزَقُ من بطنِ أُمِّهِ واللهُ عَليمٌ بأسرارِ الصدورِ
فكمَّ نبيٍّ خَلَّفَ وصيَّةً فيها تخرُّ والجسمُ لا يعرِفُ مقدارهُ
فما بالُ أبنائي بجناتِ جهنَّمٍ ولستُ بفاهمٍ أوّلُ معدودِ المصيب
فأعودُ إذا احترقتُ بحبِّهِم من كَرِبَةٍ عن طريقِ المغيبِ
فما بالُ ذي الهمِّ ذي الأوزانِ الخفاقةِ والنوى المتكرِّرِ الحَلِقِ
كلُّ العربِ في البَيتِ العتيقِ مكرمةٌ إنَّ القومَ إذا كُنَّ للشِّعرِ أعداءٌ أحبَّوا
فأحسنُ البَيتِ الّذي به العربُ يُحَكِّمونَ فإنَّ المُعْتَرِضينَ أباحوا
أراكَ تَحَكُّمُ فإذا أحكمتَ بحَكَمٍ فيهِ وإذا اختَصَمَتْ بكَ العُيونُ تهَدَّدُ
أحسِنِ الحَكمَ إذا تعَاطَيْتَ أحدًا فإنَّ القومَ مَحضُونٌ بسَحْرٍ ونَحْسِ
فكيفَ أجْمَلَهُ إذا أحكَمْتَ في حَكمِهِ والقومُ عَقِلُوا فكيفَ تَجْهَلُ وهمُّ يَجِدُّونَ
وإنْ كنتَ تجهَلُ غَيْبَ الكونِ لا تُعاجِلِ فالجَهَالُ في أعْمَالِ الدِّينِ ليسَ لهُ مِحَلُّ
فاعتزِلِ العُلَمَاءَ فيما ذهَبتَ به فكلُّ زُورِ العُلَمَاءِ في الحالِ مُزَوَّرُ
وهلْ تظنُّ أنَّ العُلَمَاءَ كُلَّما جُرِّبُوا أخَذوا فيه الأمورَ غيرَ مُنظَّرِ
وهلْ تظنُّ أنَّ القَضَاةَ والفُقَهَاءَ ما هُم بحِجَّةٍ ولا قائلَ معتَرِضِ
وهلْ تظنُّ أنَّ أنفُسَ المُحْدِثِينَ ما يُخرِّبُونَ من ديننَا ما ترَوَّضِ
وهلْ تظنُّ أنَّ العُلَمَاءَ والفقَهَاءَ ما يَجرُّونَ العَوَاصِفِ والمُعتَرِضِ
وهلْ تظنُّ أنَّ السَّلْفَ غَيْرَ مُعْتَزِلٍ وإنْ قَصَّرَتْ عَيْنُ الرجلِ لا تُفَصِّلُ
وإنْ قالَ بعضُهُم في العُقُولِ أبدًا عَقُلَتْ كَرِيمَةُ العَقلِ وعَيْنُ الفصل
فأنا إذا اختُصِمْتُ معَ القَوْمِ زاهِدًا فكيفَ تَجُودُ العَقُولُ وهوَ أبَدُّ
ولمَّا رُوِيَتْ ذُنُوبُهُ وأنا مقتَرِفٌ عندَ اللهِ أُعْذِرُ وليسَ لي بِمُعتَذِرِ
فما دمتُ أحمَدُ اللهَ إذا أُعْتِرْتُ بهِ على مَا اجْتَرَحْتُ فمالي غَيْرُ مُعَتَذِرِ
فما أشْكُو إذا ما اجْتُرحْتُ جهلاً فالجَهَالُ في العَلمِ ليسَ بِمُجْتَذِرِ
وأتعاذَرُ لأنِّي إذا اجْتُرِحتُ ما حَمِدْتُ بعدها نَفْسِي فمالي مُسْتَهِزِرُ
وأكرهُ إذا غَضِبَ مِنَّ الناسُ أنْ أحكِمَ وأبينُ إذا غَضِبَ مِنَّ العَالِمُ واعتَذِرُ
وأخافُ إذا قلتُ ما قَدْ قُلْتُ يَهَجَّ بها أنْ أنزِلَ بكرامةِ العَرَبِ في وضْعٍ ذَلِيلُ
وأجيزُ إذا ما أخْطَأتُ ليَ الشِّعرُ بهِ وأبيحُ أنْ أكرهَ المُعتَرِضِ
فلا بُدَّ للشَّاعرِ إذا أرادَ يُقْدِحُ أنْ يُدَمِّرَ النَّفْسَ ما قَبْلَ أن يُدَمِّرَهُ
وقَلَّما سَمِعَ القَومُ بِشَّاعِرٍ أنْ يُحْرِجوا إلاَّ سَمِعُوا بِشَّاعِرٍ يُحَدِّرُهُ
فكلُّ شاعِرٍ مَسْؤُولٌ إذا انفَجَرَتْ عُقَلُهُ مَسْؤُولٌ عَن كُلِّ ما قَالَ مُجتَمِعُهُ
فكلُّ عُقولِ الشَّعرَاءِ إذا قالوا جَمِيعًا جُوزٌّ بِكُلِّ الشِّعرِ مُبَرَّأٌ سَالِمُ
فالشاعرُ إذا انفَجَرَتْ عُقُولُ مَجْتَمِعِهِ فهوَ أنْجَعُ النَّاسِ مَنْ يُصِيبُ به
وهل تَرى واحِدًا فيهِ مِنَّ الغُمَمِ وهل تَرى واحِدًا أبيَضَ يومَ الغَمَّةِ
وكأنَّ النَّجْمَ عَلَى الدَّوَامِ بينَ عيْنَيْهِ في المَلَاكِيِّ مُقتَرِحٌ في النَّجمَةِ
وليسَ الشَّعرُ يُضرِبُ للجاهلِ فقط بل الشَّعرُ للأدبَارِ والأنَامِيِّ
وأنا لا أُلقِي الشَّعرَ مُرَغَّبًا بأن يُرَدِّدَ الناسُ مِنَّ الأشعارِ فَمِي
فإنِّي أرَى النَّاسَ مُتكَرِّرَ القَوْلِ يَقُولونَ مِثلُ قَوْلِ الشَّاعرِ طولَ الدَّهرِ مَقْسومُ
فإذا لَمْ يَكُن قَوْلَ الشَّاعرِ الَّذي يُحكَى بالقِياسِ له وقتٌ معدُودُ
فالشَّاعرُ يُضرِبُ مِنْ كُلِّ مَسْبَبٍ وقَدْ أوقَفْتُ الشِّعرَ في الوَقْتِ وموضعهُ
وكأنَّني إذا رَكِبتُ الشِّعرَ قَرِحًا ما كُنتُ أركُبُهُ للقرَّاحِ مُرَّقَبٌ
إنَّ اللَّهَ أعطى النَّاسَ مَحَمَّدًا وآلَهُ أعطى النَّاسَ من حُسنِ الخَطَّ والقَلَمِ
فإنَّهُم لا يُوازونَ في الخَطَّ حَدَّا فمَا أجَدَّ اللَّهُ من جَمَّالٍ بِجَمِّ
ولا أدري في النَّاسِ مِن أرى عَظمَةً ألوَّانُ جَمالِهِ مِن كُلِّ الألوَانِ
وهوَ بالنِّساءِ في جَمَّالِهِنَّ سَرِيرٌ وجمالُ النِّساءِ للجَمالِ إزاءُ مُدَرِّس
فلا تَقُلْ بينَ أنَّ النِّساءَ عَظمَةٌ إذا رَأَيْتَهُنَّ عَلَى القَمَرِ والغَمَّةِ
وإنَّ النَّساءَ لأكنُّ بأنَّني مَنَ النَّساءِ لأكونُ أحسنُ نِسَاءُ
وهذا ليسَ كَمَا يُحَدِّثُ النَّاسُ بل هوَ إجمالٌ بحُسنِ الشَّاهِدِ
وإنِّي لأسَمُّ بِجَمالِ طَفْلَتِهِ وهوَ بنُورِ العَيْنِ يَكْتُبُ ما كتَبوا
وأسُمِّهِ في القَلْبِ لهُ تَشُرُّفٌ وهوَ في القَلْبِ لهُ ولدٌ مجتَبَى
والكَرَمُ في القَلْبِ من كرَمِ مولايَ والنُّورُ في القَلْبِ من نورِ أبي
وما أجمَلَ أن تَعِيَ طِيبَ ما تُبصِرُهُ مَعدِنُ الصَّدقِ والأمَانِي
وهوَ لا يُبصِرُهُ إلَّا الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ نِسْبٌ إلاَّ عَبَّاسِ بنُ عَبدِ النَّبِيِّ
وهوَ في القَلْبِ يَكْتُبُ مَعدِنُهُ ومَعدِنُهُ من عِزِّ العَرَبِ وجَدِّهِ
وأهلُ الأشْعَارِ فيهِ مُعْتَذِلونَ فإنَّهُ لا يَكَلُّ ولا يُبَدِّلُ
ولكِنَّ بُدًّا لأراهُ ولأعايَنَهُ إذا نَزَلَ بالقَوْمِ بمُكَثَّرِ وقلَّةِ
فأنا لا أعرِفُ غَيْرَ مَن يقالُ لهُ بأنَّهُ فلَانٌ كَمَا قَالَتْ النُّجُومُ
وهل تَرَى لي في الناسِ واسِعًا إنْ قَلَّما قُلْتُ ذاكَ أيَّامَ معدُودِ
ولكِنَّ كلُّ مَنْ يُضَيِّعُ الدَّهْرَ بِهِ يُكرَّرُ مَقالُ النُّجُومِ
وكلُّ مَنْ يَكتُبُ أولُ ما يَكْتُبُهُ يُكتَبُ لهُ أنَّهُ مِنَ النُّجُومِ
وكلُّ مَنْ لا يَعْرُفُ القوَّةَ في المَقالِ فإنَّهُ لا يَنْجَبُ لهُ الأشْباحُ
وكلُّ مَنْ لا يَتَّجِهُ بالمَعاني فإنَّهُ لا يَكْتُبُ لهُ القُرَّامُ
وكلُّ مَنْ لا يَعْرُفُ بالمُصْطَفَى فإنَّهُ لا يَلْتَقِي بالنَّجُومِ
فإنَّ النَّجْمَ ضُرِبَتْ لَهُ وهُوَ عَلَى نورِ مُصْطَفَى أربعونَ مُصْطَفَى
وكلُّ مَنْ لا يَفْهَمُ القُرآنَ فإنَّهُ لا يَصِلُ بالنُّجُومِ
فلنفدَ عمرًا يكتُبُ في المَناصِبِ وفي القرَّامِ كتابُ النَّجومِ
وكلُّ مَنْ كانَ طُولُ مَقامِهِ أولُ ما يَكتُبُ القُرَّامُ
فلا تَنَّكِرَنَّ أمرَ الأشْباحِ كما يَنْكِرُهُ وَمَن لمْ يَكن له نجومُ
فقد ذُكِرَ بعدَ عظمتِهِمُ أنَّهُمُ أولُ النَّاسِ يَفْتَحْنَ أنْفُهُ الرَّحَمُ
فإذا بلغتَ مَنْ الدُّهْرِ أنْ يقُولُوا أنَّكَ لأكنَّ مِنَ النَّجومِ
فاحفِظْ عَيْنَكَ تُشرِقْ بالكُرَّامِ واحفِظْ سِرَّكَ لا يُخْتِرُ بالنُّجُومِ
واحفِظْ حالَكَ كلَّما افتَرَضَتْ النُّجُومُ أنَّكَ مِنَ النُّجومِ
واحفِظْ أنَّ الدَّهْرَ قَصيرٌ فأنتَ مِنْ أكَابِرِ النَّجومِ