نبذة عن علم النفس الجنائي
إن علم النفس الجنائي عالمٌ واسعٌ تتقاطع فيه العديد من العلوم والميادين، ومن هذه العلوم علم النفس، وعلم القانون، والجريمة، وغيرها الكثير، ويعد العامل المشترك الأكبر بين هذه العلوم دراستها للسلوك الإنساني؛ حيث تسعى إلى فهم طبيعته ووصفها، ومعرفة دوافعه، وأشكاله. أما علم النفس العام فيهتم بدراسة السلوك الإنساني بهدف الوصول إلى المعرفة الدقيقة والمحددة لظاهرة سلوكية معينة، ويكون ذلك من خلال تفسير السلوك والتنبؤ به وضبطه، ويرتبط علم النفس بالعلوم القانونية التي تُعتبر أساس القواعد، والأنظمة، والقوانين التي توضع من قبل الدولة والسلطة الحاكمة النائبة عنها، والتي تقوم بضبط سلوكيات الأفراد المختلفة داخل المجتمع كما يجب طاعتها وعدم مخالفتها. ونظراً لظهور العديد من القضايا والمشاكل التي تتقاطع وعلم النفس والقانون فقد ظهرت الحاجة إلى وجود فرع مستقل من فروع علم النفس
أسس علم النفس الجنائي واهتماماته
يُعرف علماء النفس الجنائي باسم علماء النفس الشرعي، كما أنهم يعملون في مجال الصحة العقلية داخل منظومة العدالة، كما يشمل الموظفين في هذه المنظومة بمهام عدة ومنها، تقديم التقارير التي توضح الصحة العقلية للمجرم، كما أنهم يظهرون إذا ما كانت الحالة الصحية سليمة أم غير سليمة، كما أن لهم الحق في الإشراف على هيئة المحلفين، كما أن لهم الحق في تقييم الشهود المقدمين لتقديم الشهادة في قضية ما.
يمكنك قراءة: أقوي 3 كورسات علم النفس و فهم السلوك البشري – مجتهد
تعريف علم النفس الجنائي
يُعتبر علم النفس الجنائي من الفروع التطبيقية لعلم النفس التي سعت إلى التطبيق العملي لنظريات علم النفس على أرض الواقع، ومن أبرز التعريفات التي عالجت علم النفس الجنائي ما يأتي:[٢] هو فرع من الفروع التطبيقية لعلم النفس العام، يهدف إلى إسقاط القوانين والمبادئ النفسية على النظام القانوني والذي يتضمن الجانب الجنائي والإجرامي، كتصنيف المجرمين حسب خصائصهم النفسية، والاجتماعية، لتقديم المساعدة في معرفة وفهم الدوافع المختلفة التي تؤدي إلى ظهور السلوك المنحرف والإجرامي. علم النفس الجنائي هو الدراسة التطبيقية للمعرفة، والعلوم النفسية، والسيكولوجية على الأنظمة القانونية. يُشير علم النفس الجنائي إلى الأخصائي النفسي السلوكي والسريري الذي يدخل في الممارسات العلاجية داخل الإطار القانوني الرسمي. التطبيق المعني بالعلوم المعرفية النفسية ومبادئها على الأنظمة الجنائية والمدنية عن طريق التحقيق، والتقييم، والدراسة.
نشأة علم النفس الجنائي وتطوره
إكما الحال في جميع مجالات وفروع علم النفس، جاءت نشأة علم النفس التجريبي بعد خلاصة الدراسات التجريبية البحتة وخاصة تلك الدراسات التي اعتنت بالسلوك الإنساني المختص بالجنايات والجرائم، وكان الفضل يعود إلى العالم “فونت” الذي تناول دراسات تجريبية عديدة حول السلوك الإجرامي، وذلك في أوائل القرن العشرين. وبعد ذلك توالت الدراسات والأبحاث حول الموضوع لتربط الماضي بالحاضر.
تطور علم النفس الجنائي
لقد مر علم النفس الجنائي بالكثير من المراحل المختلفة والتي سوف نذكرها كالآتي:
- في فترة فلاسفة الإغريق
لقد تحدث فلاسفة الإغريق القدامى عن المجرمين وقد قاموا بوصفهم، بأن ذو نفوس فاسدة ويرجع السبب في هذا لعيوب خلقية وجسمانية، وكان من مؤيدي هذا القول هما سقراط وأرسطو.
- في فترة القرون الوسطى
في القرون الوسطى ظهرت فكرة أن السبب في حدوث الشخصية الإجرامية هي طبيعة جسدية في الشخص المجرم، ولكن في مرحلة أخرى قد أيدوا فكرة خرافية ليس لها أي واقع بأن السبب في الميول الإجرامية للشخص مرتبطة بالكواكب.
- في فترة أواخر القرن السادس عشر
تم ظهور النظرية الجزائية، والتي من منظوره المادي والفكري يبحثان في الاستدلال على طبيعة النفس والعيوب الخلقية التي تظهر على المجرم.
- في فترة عام 1909
قد قام أحد علماء النفس فرنالد، بالتعاون مع طبيب نفسي بعمل عيادة نفسية متخصصة في علاج الأحداث والمجرمين.
- في فترة الستينات
في الستينات لقد تم اتخاذ علم النفس الجنائي كفرع من الفروع الأساسية لعلم النفس، وقد تم إصدار أول كتاب في علم النفس الجنائي من خلال الأمريكي هانس توخ، ويسمى هذا الكتاب باسم علم النفس الجنائي والقانوني، وفي عام 1964 تم إصدار كتاب الجريمة والشخصية لمؤلفه هانز آيزنك.
أسس علم النفس الجنائي واهتماماته
يهتم علم النفس الجنائي بالعديد من الأشياء وتعد كالآتي:
- يهتم علم النفس الجنائي أولاً باكتشاف الجريمة وتحديد المجرم وشخصيته، وذلك بطريقة علمية وإنسانية لتحقيق العدالة.
- كم أن هذا العلم يهتم بدراسة سلوك المجرم، والسلوك الإجرامي والدوافع الشعورية واللاشعورية، كما أن كل هذه الأشياء تساعد على فهم الشخصية الإجرامية كما أنه من خلالها يتم تحديد العقاب اللازم والعلاج المناسب لهذا المجرم.
- كما أنه يهتم علم النفس الجنائي بدراسة الظروف والعوامل التي هيئت له وساعدته على القيام بالجريمة.
- كما أنه يهتم بدراسة المجرمين ومعرفة أعمارهم وحالتهم النفسية والعقلية.
- كما أنه يهتم باختيار قائمة المحلفين، ومعرفة الشهود وشخصيتهم.
- كما أنه من مهام علم النفس الجنائي متابعة المجرم حتى بعد إتمام فترة عقابه وذلك حتى لا يعود مرة أخرى لارتكاب أي جرائم أخرى.
قاعدة أسس علم النفس الجنائي
لقد قام عالم النفس البريطاني بوضع قواعد هامة يجب على كل معالج نفسي أن يتبعها وتتمثل هذه القواعد فيما يلي:
- الفحص: وهذا الفحص يكون في سرية تامة، ويحدث ذلك لمعرفة الحالة النفسية والعقلية الخاصة بالمتهم، حتى يتم تحديد إذا كان عقله سوف يستوعب التحقيق في المحكمة أم لا.
- القاعدة الثانية تهتم بالقيام بالبحث، ويتم هذا البحث بدراسة القضية بشكل جيد، ويتم إجراء الفحوصات اللازمة والبحث من شتى الجوانب للإلمام بكافة جوانب القضية.
- الاستشارة: حيث يقوم عالم النفس الجنائي بتقديم المعلومات الكافية التي تفيد الشرطة في كيفية التحقيق مع المتهم.
- الاحتمالات: وفي هذه الحالة يقوم العالم الجنائي بتقديم احتمالات وقوع الجريمة، وردة فعل المجرم.