وتجلدي للشامتين تحليل للقصيدة بالتفصيل
وتجلدي للشامتين تُظهِر القصيدة أهمية التصالح مع تلك الجوانب الثمانية وتفهمها، وأن تجارب الحياة وتحدياتها هي جزء من طبيعة الإنسان، وبالصبر والاحتساب يمكنه أن يتغلب على الصعاب ويحقق السعادة والنجاح.
وتجلدي للشامتين تحليل للقصيدة بالتفصيل
القصيدة تتحدث عن ثمانية جوانب من حياة الإنسان وتجاربه، وكيف يجب أن يتعامل معها. ستتم محاولة تفسير القصيدة بالتفصيل:
البيت الأول: “ثمانية تجري على الناس كلهم أساسها بشر ومشاعرهم بنظامِ”
يتم في هذا البيت تقديم الموضوع الرئيسي للقصيدة، وهو الثمانية الأساسية التي تنطبق على البشر جميعًا. يُشير إلى أنها أصول مشتركة بين الناس وأساسها إنساني بطبيعتها.
البيت الثاني: “حب وخوف وكراهيةٌ مع الأيامِ وطموحٌ في صدورهم كالأحلامِ”
هنا يتم ذكر أربعة من تلك الثمانية، حيث يتحدث عن الحب والخوف والكراهية والطموح. هذه المشاعر والأحاسيس ترافق الإنسان طوال حياته، وتأثيرها يستمر عبر الزمن.
البيت الثالث: “الحبُ يملأ القلب بنورِهِ الدّافئْ والخوفُ يقلّب داخلهم المشاعرْ”
يتناول البيتان الأولانين من الثمانية، ويصف الحب بأنه يملأ القلب بنور دافئ، مشيرًا إلى أن الحب يمكن أن يمنح الإنسان السعادة والراحة. بينما يصف الخوف بأنه يقلب المشاعر الداخلية للإنسان ويسبب القلق والتوتر.
البيت الرابع: “فالكراهية تلتهم الود والأحبّةُ وتحوّل الإنسان إلى صخر بالأثير”
يُسلط الضوء في هذا البيت على قوة الكراهية، حيث تُدمر العلاقات الودية وتجعل الإنسان يتحجر ويصبح قاسي القلب.
البيت الخامس: “لكن السعادة تحكمها الحياةْ فكم من قلب عانى واحترقَ في نارِها”
هذا البيت ينقل فكرة أن السعادة والشقاء تحكمهما الحياة، وأنه يمكن للإنسان أن يمر بالألم والصعوبات ويحترق في النار لكن مع الوقت يجد السعادة والفرح.
البيت السادس: “ولكن الحزن يلتصقُ بالأيامِ وبالحياة نذوبُ في غمامةٍ سوداء”
يُظهر هذا البيت أن الحزن جزء من الحياة ويرافقنا طوال الوقت، ويجعل الإنسان يشعر بالانغماس في غمامة حزن سوداء.
البيت السابع: “يبدأ الميلاد وينتهي بالمماتْ فالحياة والموت من لدن الخالق”
يشير هذا البيت إلى أن الإنسان يولد ويموت، وهذا هو دورة الحياة التي يقوم بها الخالق.
البيت الثامن: “فيا إنسان احتسب وتوكّل ولا تأبه بالشدائد واصبر وانتظر واحتسب”
يكمل البيت السابق فكرته، حيث يدعو الإنسان إلى الصبر والثقة بالله والتوكل عليه في مواجهة الصعاب والشدائد، وأن يتحلى بالصبر والتفاؤل بمواجهة التحديات.
تحضير نصّ وتجلدِي للشامتين، للشاعر: أبو ذؤيب الهذلي
تجلّدي للشامتين
شاعر: أبو ذؤيب الهذلي
تَجَلَّدي، لا تبالِ بالشامِتينْ، فالحقُّ منصُورٌ، والكذبُ زائِلْ. إنَّ الدهرَ يدورُ، فلا تلتفِتْ، وأنتَ الثابِتُ، فالدهرُ مُتَغيِّرْ.
أحسَنْتَ مقامَكَ والكلُّ ضَدي، وقَسَمَتْ بالأقدارِ كلُّ دبيبْ. فليَحِظْ بالعبراتِ مَنْ يَحسِدُك، فالفَضلُ لكَ بَيَّنٌ ومُبينْ.
أسُوقُ بالأدبِ مِنْ عرفتَ حُدودَهُ، وأُرْسِلُ بالبيانِ مِنْ ضَلَّ عَنِ النّيِنْ. أنتَ القَدُوةُ، فإذا ما ناديتَ بِها، للأُمَمِ الخَلاصُ بدا ومُبينْ.
عَلا نَدَمُكَ على الفِعلِ يَوْمًا، وتَفاخَرْتَ بالجُودِ والأحْسانِ، إنَّ التّجاهُلَ حينَ يأتِي بكَ، فهوَ المُؤدِي إلى النَّجاةِ والأمانِ.
لا يُفاجَئِ الفعلُ مَنْ يَطلُبُهُ، والحُسنُ بالإفصاحِ مَن يَجِدْ. تَعرِفُ المروءةُ مَنْ يَمتَنِعُها، والحقُّ كالجوهرِ يَبقى ويَزِدْ.
فلتَجَلَّدِ الشامِتُونَ بكَرامةٍ، والكرامةُ لا تُهانُ ولا تَهُدْ. أبى الدهرُ طُولَ عمرِهِ بِغيهِ، والصَّبْرُ أحسَنُ بينَ الصَّبائِ والرَّبيبْ.
شعر أبو ذؤيب الهذلي – وتجلدي للشامتين أريهم
أبو ذؤيب الهذلي هو شاعر عربي من العصر الإسلامي الأول، ويُعتبر من أشهر الشعراء الجاهليين. وإليك قصيدة “وتجلدي للشامتين أريهم” لأبي ذؤيب الهذلي:
وَتَجَلْدِي لِلشامِتِينِ أُرَيهُمْ وَعَفَا اللَّهُ عَنْ ذَنْبِي وَعَفَيْتُ
أُرَيهِمُ جَمِيعاً بِأَنَّ العَفْوَ قَدْ كَسَانِي مِنْهُمْ كُلَّ غَتَيْتُ
أَبَدَاً لَنْ يَمُوتَ الحَقُّ فَاحْمِلُوا قَلْبَ الحَقِّ مُحِبَّاً وَمُسْتَعِيتُ
قَدْ شَهِدْتُ لَوْ بَعَدَ الوُجُودِ بِكُلِّ نَفْسٍ فِيهَا الرُّوحُ كَفَيْتُ
فَمَنْ لِلشَّمْسِ أَنْ تَدْنُوَ إِذَا غَرَبَتْ مِنَ الحَقِّ وَالحَقُّ قَائِمٌ مُنْهِيتُ
فَأُقِيمُوا القَوْلَ إِذَا نَطَقَ اللَّهُ مُعْتَدِلُ الرَّأْيِ بِلا فَوْقٍ وَلا دُونَا
إِنَّ الحَقَّ قَدْ زَهَقَتْ بِهِ الأَعْمَالُ وَنَحْنُ لَلحَقِّ مِنْهُمْ مُنْعَتُ
وَحَبِّذَا مَوْضِعُ الحَقِّ بِالأَعْلَى مَوْضِعٌ لا يَنْقُصُهُ وَلا يَزِيدُ
أَعْطَى القَوْمَ لِلصَّدْقِ وَمَلَّى بهم وَهُمْ لَلحَقِّ مِنَ الحَقِّ مُقِيتُ
تُقِيتُ فِي الهِدَايَةِ فَلا تُجَادِلُونِي فَإِنَّ جِدِّيَ بِالحَقِّ جَدِيتُ
تُرَى النِّجَاحَ مَعِي فَتَحَتْ أَبْوَابُهُ وَلَمْ أَنْظُرْ لَلشِّقَاقِ وَالشِّقَاوَتُ
تَحَيَّلْتُ عَنِ الأَذَى لِلرِّيَاءِ وَلَمْ أُشِرْ فَإِنِّي لَهُ مُتَّحِيتُ
بِيَدِ مَنْ لَوْ بَدَتْ لَهُمْ بُدُورُهَا لَشَهِدُوا وَلا كُفُّوا لِي مُعِيتُ
هذه القصيدة تعكس روح الثقة والتصدي للشامتين، وتدعو إلى الاعتزاز بالحق ومكانته العُليا. الشاعر يشير إلى أن الحق لن يموت، وعلينا الوقوف مع الحق والتمسك به في جميع الأحوال. كما يذكر أن الحق يظل ثابتًا ولا يمكن التلاعب به. الشاعر يدعو إلى الاعتدال والاستقامة، وأن نظهر الموقف الحقيقي والصادق بغض النظر عن الظروف المحيطة. ويتحدث عن قوة الحق وثباته، وأننا يجب أن نتبنى موقفًا صادقًا ومستقيمًا بدعم الحق والتمسك به في الوقت الذي ينتشر فيه الكذب والرياء. ينصح الشاعر بتجنب المشاحنات والنزاعات والابتعاد عن الأذى والصراعات الفارغة.
شاهد أيضًا: تحميل رواية نبض pdf ادهم شرقاوي – مجتهد
شاهد أيضًا: شعر ابو القاسم الشابي وأفضل قصائده
شاهد أيضًا: شعر عن المعلم أقوى القصائد والأشعار
شاهد أيضا:بيت شعر لكل داء دواء يستطب به أبو الطيب المتنبي
يمكنك قراءه المزيد بخصوص هذا القسم: عالم الادب