الامام علي بن أبي طالب قصص وعبر وقبسات من حياته

الامام علي بن أبي طالب قصص وعبر وقبسات من حياته

الامام علي بن أبي طالب أحد أهم المسلمين أصحاب الكثير من المواقف العظيمة والرائعة في حياة النبي صل الله عليه وسلم، وفي هذه المواقف الكثير من القصص والعبر.

القصة الأولى من حياة الامام علي بن أبي طالب

ذات مرة كأن الامام علي بن أبي طالب يصلي بالناس وكان يقف خلفه يهودي أراد هذا اليهودي أن يسأل الإمام سؤالا يعجز عنة فيلهى عن أداء الصلاة بسبب تفكيره بذلك السؤال، فجاء هذا اليهودي إلى علي.

وقال له: يا علي لقد قال عنك نبي الله صلى الله عليه وسلم أنت باب الحكمة وذلك بسبب كثرة علمك وأريد أن أسألك سؤالا عجزت بالرد عليه فقال الإمام علي اسأل.

قال اليهودي: أريد أن اسأل ما هي الحيوانات التي تبيض وما هي الحيوانات التي تلد؟

فقال الإمام علي إن الجواب سهل فتعجب اليهودي وظن أن الإمام سوف يلتهي في الصلاة وهو يتذكر الحيوانات التي تلد والحيوانات التي تبيض.

قال الإمام علي بن أبي طالب: إن جميع الحيوانات التي لها أذنان بارزتان يلد وكل حيوان ليس له أذنان بارزتان فإنه لا يلد سبحان الله.

أثبت العلم الحديث صحة ما قاله الإمام علي، لكن كان الخلاف بين العلماء في الحوت هل له أذنان أم لا، قد اثبت العلم إن الحوت له أذنان إذا فهو يلد.

القصة الثانية من حياة الامام على بن أبي طالب

عن الصادق صلى الله عليه وسلم: جاء رجلين اختصما إلى النبي في بقرة قتلت حمارا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم اذهبوا إلى أبي بكر واسأله في ذلك.

فلما سأل أبي بكر: قال بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربها، فأخبر رسول الله، فأشار عليهم إن يذهبوا إلى عمر، فقال: كما قال أبو بكر فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: اذهبا إلى علي فكان قوله: إذا كانت البقرة هي التي دخلت على الحمار في مأمنه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وإذا كان الحمار دخل على البقرة بمأمنها فقتلته فلا غرم على صاحبها، فقال رسول الله لقد قضى على بينكما بقضاء الله.

القصة الثالثة من حياة الامام

يقال إن غلاما طلب مال أبيه من عمر وذكر أن والده قد توفي بالكوفة والولد هذا الغلام بالمدينة، فصاح فيه عمر وطرده، فخرج يتظلم منه.

فلقيه علي وقال: ائتوني به في الجامع حتى اكتشف أمره، فجيء به فسأله عن حاله فأخبره بخبره، فقال له علي لأحكمن فيكم بحكم الله من فوق سبع سماء وإنه لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه.

ثم استدعى مجموعة من أصحابه، وقال هات مجرفة وبعدها قال سيروا بنا إلى قبر والد الغلام، فساروا فقال علي بن أبي طالب: احفروا هذا القبر وانبشوه واستخرجوا منه ضلعا من أضلاعه، فدفعه إلى الغلام.

وقال له علي رضي الله عنه: شمه فلما شمه انبعث الدم من منخريه فقال علي: إنه ولده فقال له عمر: بانبعاث الدم نعطي إليه المال فقال: إنه أحق بالمال منك يا عمر ومن سائر الخلق أجمعين.

وبعدها طلب من الحاضرين بشم الضلع فشموه فلم ينبعث الدم من أي واحد منهم فأمر بأن يعيدوا إلى الغلام ثانية وقال: شمه فلما شمه انبعث الدم كثيرا فقال لهم علي: إنه أبوه فأعطي إليه المال، ثم قال علي: والله ما كذبت ولا كذبت.

القصة الرابعة من حياة الامام علي بن أبي طالب

من أحدي ما يُروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه عند باب مسجد أوقف فرسه مرة ً وقبل أن يدخل لُيصلي استأمن أحد الواقفين عند الباب على هذه الفرسة وعلى السرج الذي عليه.

فطمع الرجل المُستأمن في الفرس وقام بسرقة سرج الفرس وهرب إلى السوق وباعه هناك.

وعندما خرج من المسجد علي بن أبي طالب لم يجد الرجل ولا السرج فذهب إلى السوق حتى يشتري سرجاً آخر ليستطيع ركوب الفرس، وقد أدهشه أن وجد سرج فرسه معروض للبيع داخل السوق فسأل صاحب الدكان بكم يبيعه.

– فقال البائع: بعشرة دراهم.

– فقال له علي بن أبي طالب: وبكم باعك من أحضره لك السرج.

– قال البائع: بخمسة دراهم.

فاشترى السرج وقال: سبحان الله، والله لقد كنت أنوي أن أدفع للرجل خمسة دراهم عند خروجي من المسجد بسبب أمانته لكنه أستعجل رزقه وسرق السرج وباعه ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال سبحان الله، لقد خُلق الله الإنسان عجولا.

القصة الخامسة من حياة الامام علي بن أبي طالب

جاء أحد الأنصار مع راهبهم إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وكانوا يحملون قطعاً من الذهب والنفائس، فاتجه ذلك الراهب إلى جماعة كان أبو بكر بينهم وقال: أيكم خليفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمين دينه؟ فأشار الحضور إلى أبي بكر.

فالتفت الراهب إلى أبي بكر وقال ما أسمك؟ فقال أبو بكر: اسمي (عتيق). فقال الراهب: وما اسمك الآخر؟ فقال أبو بكر: اسمي الآخر: هو الصديق.

فقال الراهب: وهل لك اسم آخر؟ فقال أبو بكر: بلا. فقال الراهب: إني لم أقصدك أنت هناك شخص آخر. فقال أبو بكر: ماذا تقصد؟

فقال الراهب: جئت مع هذه الجماعة من الروم ونحمل معنا الأموال والذهب والفضة وهدفنا هو أن نسأل خليفة المسلمين مجموعة من الأسئلة وإن أجاب جواباً صحيحاً فإننا سنعتنق الإسلام ونطيع الأوامر ونسلم له ما أتينا به من الأموال حتى يوزعها بين المسلمين، وأن لم يستطع الخليفة الجواب على أسئلتنا فإننا سنرجع إلى بلدنا.

فقال أبو بكر: اسأل! فقال الراهب: يجب أولاً أن تعطيني الحرية والأمان في التكلم.

فقال أبو بكر: لك ما سألت فاسأل. فقال الراهب: أخبرني ما هو الشيء الذي ليس لله وليس عند الله ولا يعلمه الله. فتحيّر أبو بكر وقال لأصحابه بعد وقت طويل: احضروا عليَّ وعمر.

فأخبروا عمراً فحضر المجلس، فالتفت إليه الراهب وطرح عليه أسئلته ولكنه عجز أيضا عن الإجابة، ثم أخبروا عثمان فجاء إلى الجامع فسأله الراهب ولكنه أخفق عن الإجابة، وأخذ الناس يتمتعون ويقولون: إن الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء وله كل شيء فما هذه الأسئلة الغريبة.

فقال الراهب: أنّ هؤلاء الشيوخ رجال كبار ولكنهم وللأسف اغتروا بأنفسهم، وقرار الرجوع إلى وطنه.

فهرع سلمان إلى الإمام علي بن أبي طالب وأخبره بالأمر وتوسل إليه حتى يُسرع ويحل هذه المسألة المهمة.

فذهب الإمام علي بن أبي طالب مع ولداه الحسن والحسين إلى المسجد ففرح المسلمون بقدومهم وكبروا حتى انهم قاموا من مكانهم احتراماً لهم.

فقال أبو بكر للراهب: لقد حضر من كنت تطلب، فاسأل ما شئت. فالتفت الراهب إلى الإمام علي وقال: ما اسمك فقال الإمام علي: اسمي عند اليهود (أليا) والمسيح (إيليا) وعند أبي (علي) وعند أمي (حيدرة).

فقال الراهب: وما هي نسبتك مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال الإمام علي: إنه يكون أخي وابن عمي وأنا صهره.

فقال الراهب: قسماً بعيسى أنك أنت هو مقصودي وضالتي. فأخبرني ما هو الشيء الذي ليس لله وليس عند الله ولا يعلمه الله؟

فقال الإمام علي بن أبي طالب: ما ليس لله فإن الله تعالى أحد ليس له ولدا ولا صاحبة، وأما: ولا من عند الله، فليس من الله ظلم لأحد، وأما الشيء الذي لا يعلمه الله هو أن الله لا يعلم له شريكاً في الملك.

فلما سمع الراهب هذا الجواب من علي بن أبي طالب أرخى حزامه ووضعه على الأرض وضم الإمام علي إلى صدره وبين عينيه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأشهد أن علي وصيه وخليفته وأمين هذه الأمة ومعدن الحكمة، واسمك في التوراة هو (أليا)، وفي الإنجيل هو (إيليا)، وفي القرآن (علي)، وفي كتب الأولين هو (حيدرة).

وأن وجدت وصياً للنبي حقاً وأنك لأحق الناس في الجلوس في هذا المجلس، فما قصتك مع هؤلاء القوم؟ فأجاب الإمام علي بن أبي طالب بكلام محدد وجيز، ثم نهض الراهب وقدّم جميع أمواله ذهبه إلى الإمام علي.

فأخذ الإمام علي الأموال منه وقسمهاً على فقراء بالمدينة وهو جالسٌ في المجلس، ورجع الراهب وجماعته إلى وطنهم بعد أن اعتنقوا الإسلام.

القصة السادسة من حياة الامام

قصة وهي من أغرب الأحكام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

حضر إلى أمير المؤمنين علي وهم متخاصمين في قضية امرأتان لرجل واحد كل امرأة منهم لقبيلة ولدتا في نفس اليوم وفي نفس الساعة فأنجبت أحدهم ولد والأخرى فتاة وتخاصموا كل من النساء تدعي أن هذا الولد ولدها وأنها لم تلد فتاة وكان علي يزرع فسيل عندما أخبروه القضية فقام بقبض قبضة بيده الشريفة من تراب الأرض وقال علي لهم إن هذه القضية أسهل من حمل هذا التراب.

وأمرهم بجلب ميزان صيرفي وعائيين صغيرين ومتساوين فجابوا له ما آمر به ووزن الوعائيين وتأكد من تساوي الوزن وأمر الامرأتان أن تحلب كل امرأة من حليبها في أحد الإناءين حتى تكون كمية الحليب متساوية في الحجم لكل الإناءين ووزنهما فوجد أن أحد الإناءين أثقل من الأخر فقال لصاحبة الإناء الثقيل أنت أم الولد والثانية أم البنت فاستغرب الناس من هذا الحكم.

فرد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

إن الله سبحانه وتعالى عادل في كل شيء وقد قال الله في كتابه الكريم إن للذكر مثل حظ الأنثيين وهذا القول ينطبق في كل شيء ولذلك يكون حليب الأم التي تلد الولد أكثر كثافة من حليب الأم التي تلد فتاة.

ولذا رغم من تساوي كمية الحليب في الإناءين إلى أن الكثافة قد تختلف في كل حليب مما يجعل حليب الأم التي تلد ولد أثقل حليب الأم التي تلد فتاة فاعترفت صاحبة الفتاة بفتاة وذهبت.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا.

هذه حقيقة علمية أثبتها العلم الحديث الآن ونحن غافلون عنها وعن العديد من الحقائق التي صرح بها الرسول وأهل البيت صلوات ربي وسلامه عليهم.

القصة السابعة من حياة الامام

جاءت امرأة تشتكي الى الامام علي بن أبي طالب بأن أبناء زوجها المتوفي ويتهمونها والعياذ بالله بأنها زانية ينكرون صلة أبنها بهم.

بعث الامام علي الى أبناء هذا الزوج المتوفي فقال لهم: لماذا يتهمونها بأنها زانية.

لا يستطيع أبانا في هذا السن الإنجاب لأنه كان شيخا كبير.

فطلب منهم الامام أن يجمعوا مجموعة من الصبية مع هذا الغلام الذي ينكرون أخوته لهم وفعلا جاء بمجموعة من الصبية.

وجاء الإمام علي وطلب من الصبية النهوض فنهضوا جميعا إلا ذاك الغلام أبن تلك المرة اتكأ اولا وبعدها نهض فقال لهم الإمام علي وهو يشير بأصبعه الى ذاك الغلام، هذا اخوك وولد تلك المرأة قالوا نعم وهم يتساءلون: كيف عرف؟

فقال: أن نطفة الرجل تكون ضعيفة عندما يكبر في السن فلا تظلموا هذه المرأة.

إقرأ أيضاً : حصن المسلم دليل كامًلا لكل مسلم مواقع و تطبيقات
وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد

770 مشاهدة