الاختبار النفسي هو الوسيلة الأساسية للقياس النفسي، ومن خلاله يمكن قياس كافة الظواهر التي تحدث في أثناء المواقف التعليمية أو التدريسية أو حتى خارج نطاق التربية حيث أنه يساعد على قياس كافة مظاهر السلوك الإنساني.
أهمية الاختبار النفسي في البيئة التعليمية
وهناك وسائل لقياس الاختبار النفسي داخل البيئة التعليمية حيث أن هناك بعض السمات الشخصية التي تتجلى كعدم إقبال بعض الطلاب على التعلم، وقد يعود ذلك لبعض الاضطرابات النفسية كالانطواء والعصابية والاكتئاب والانبساط الزائد، وأياً كانت السمة الشخصية فهي سوف تؤثر مما لا شك فيه على الأداء التحصيلي، فنجد هنا أهمية الاختبار النفسي في تشخيص هذه السمات الشخصية.
يمكنك قراءة: الضيق في علم النفس – ما سبب الضيق المفاجئ في علم النفس
ومن الممكن أن يكون لدى الطلاب قدرات عقلية معينة هي التي تسبب عدم الإقبال على التحصيل كقصور في القدرة على الانتباه، أو قصور في القدرة على الإدراك، أو انخفاض في نسبة ذكائهم، فتكون الوسيلة لقياس القدرات العقلية لدى الطلاب هي الاختبار النفسي، وكذلك نجد أهميته في اختبار مستوى تحصيل الطلاب في مادة دراسية معينة وتصنيفهم داخل الفئات المنخفضة أو المرتفعة.
ويعرفه الأخصائيين بأنه طريقة منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر، فمثلا نجد أحد الطلاب الجامعيين يتسم بكثرة الحركة والأسئلة ويحب اللعب والثرثرة والحلويات ومشاهدة والتلفزيون والخروج باستمرار ويفضل النوم مع والديه لخوفه من النوم وحده ليلا، وحين نقارن هذا الطالب بآخر من نفس العمر.
فنجد أن تلك المظاهر السلوكية تدل على أن هذا الطالب غير سوي أو غير طبيعي أما حين تحدث تلك السلوكيات لدى طفل في عمر العامين أو الثلاثة أعوام فنجد حيث مقارنته بنفس عمره أنه طبيعي، ومن خلال نتائج الاختبار النفسي نستطيع الحكم على سلوكيات الأشخاص وتصنيفهم مع البدء بمقارنة المثيل لهم في نفس العمر فيتم الحكم عليهم بالأسوياء أو غير الأسوياء.
وكذلك يعرف على أنه عينة مقننة من السلوك تستخدم في المقارنة بين شخصين أو أكثر أي يقيس الاختبار النفسي القدرة على قدرة الفرد على التفكير والفهم والاستنتاج والاستدلال والربط بين الأجزاء ويطبق هذا من خلال عرض مجموعة من المشكلات التي تقيس القدرة العقلية على الفرد وإذا استطاع حل تلك المشكلات بطريقة جيدة فإن قدرته على التفكير مرتفعة وإن لم يستطع فتكون منخفضة، ومقارنة تلك النتيجة مع الأفراد في مستوى عمره.
شروط الاختبار النفسي
ولابد من وجود شروط للاختبار النفسي الجيد فأياً كان نوع الاختبار أو الهدف منه فهناك مجموعة من الشروط ينبغي توافرها في أي اختبار حتى يكون صالحا للاستخدام، وتتوافر تلك الشروط في الموضوعية والصدق والثبات والمعايير.
فإذا طبق الاختبار أكثر من مختبر أو معلم أو أخصائي نفسي على نفس المجموعة فإنهم يعطوا للأفراد نفس الدرجات، فالموضوعية هنا تعني عدم تدخل ذاتية المختبر أو المصحح في إعطاء الدرجة، وليتحقق ذلك لابد أن تكون شروط تطبيق الاختبار واحدة، وينبغي أيضاً أن تكون طريقة التصحيح واضحة ومحددة، وكذلك ينبغي أن يكون هناك تفسيراً واحدًا لأسئلة الاختبار.
وأما عن الصدق فيقصد به صلاحيته في قياس ما وضع لقياسه، وهو الأصعب تحقيقا حيث أن الظواهر النفسية تقاس بطرق مختلفة كما أنها متداخلة مع بعضها ولا نستطيع فصلها أو عزلها عن بعضها، فحين يكون هناك اختبار يقيس القدرة اللغوية لا يصح أن يوضع سؤال يقيس القدرة الحسابية فهنا لا يتحقق الصدق، وللتحقق من صدق الاختبار هناك صدق المحتوى والصدق التجريبي ومنه التلازمي والتنبؤ والصدق العاملي.
ولا تتلخص أهمية الاختبارات النفسية فقط في المجال التربوي كما وضحنا، وإنما هناك أيضا المجال المهني حيث التوجيه والاختيار والتأهيل المهني، والمجال العيادي حيث تشخيص سلوكيات المريض.
من المصادر: ويكيبيديا